Page 82 - web
P. 82

‫دراسات أمنية‬

‫الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي خلال‬
‫جائحة كوفيد‪ :‬تقييم الجهود وبدائل السياسات‬

                          ‫الكاتب‪ :‬د‪ .‬صدفة محمد محمود‬

‫مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار‪ ،‬جمهورية مصر العربيةإصدار جديد‬

‫النظـر المختلفـة وتعـدد الجهـات المسـؤولة عـن الأمـن‬       ‫السـمنة‪ ،‬وتنتشـر فيهـا أمـراض مرتبطـة باتبـاع نظـم‬           ‫صـدرت ضمـن سلسـلة أوراق السياسـات الأمنيـة‪،‬‬
                                                           ‫غذائيـة غير صحيـة كالسـكري وارتفـاع ضغـط الـدم‬               ‫التـي تصـدر عـن مركـز البحـوث الأمنيـة بجامعـة نايـف‬
‫الغـذائي‪ ،‬وتضـارب اختصاصاتهـا في بعـض الأحيـان‪.‬‬            ‫وأمـراض الشـرايين التاجيـة‪ .‬وجميعهـا معطيـات‬                 ‫العربيـة للعلـوم الأمنيـة‪ ،‬ورقـة تحليـل سياسـات‬
                                                           ‫تكشـف عـن أن المقاربـات الحاليـة غير قـادرة بمفردهـا‬         ‫بعنـوان‪ :‬الأمـن الغـذائي لـدول مجلـس التعـاون‬
‫وفي ظـل عـدم قـدرة دول المجلـس فـرادى على مواجهـة‬          ‫على ضمـان تحقيـق الأمـن الغـذائي الخليجـي بشـكل‬              ‫الخليجـي خلال جائحـة كوفيـد‪ :‬تقييـم الجهـود‬
                                                                                                                        ‫وبدائـل السياسـات‪ ،‬واسـتهدفت الإجابـة عـن تسـاؤل‬
‫التحديـات المسـتقبلية‪ ،‬تـزداد الحاجـة إلى اعتمـاد نهـج‬                 ‫مسـتدام‪ ،‬ومـرن‪ ،‬وصحـي‪ ،‬وشـامل‪.‬‬                   ‫رئيـس مفـاده‪« :‬إلى أي َحـ ٍّد يمكـن أن تكـون المقاربـات‪،‬‬
                                                           ‫البديـل الثـاني‪ :‬اعتمـاد آليـات ونمـاذج مبتكـرة لمواجهـة‬     ‫التـي اعتمدتهـا دول مجلـس التعـاون في التعامـل مـع‬
‫تكاميل لتحقيـق الأمـن الغـذائي الخليجـي المشترك‪.‬‬                                                                        ‫جائحـة كوفيـد – ‪ ،19‬وحققـت مـن خلالهـا نجا ًحـا‬
                                                               ‫التهديـدات المسـتقبلية للأمـن الغـذائي الخليجـي‬          ‫ملحو ًظـا في تعزيـز قـدرة ُن ُظ ِمهـا الغذائيـة على الصمـود‬
‫واختتمـت الورقـة بعـدد مـن التوصيـات التنفيذيـة‪،‬‬           ‫تنبـع أهميـة اعتمـاد مسـارات جديـدة لتحقيـق الأمـن‬           ‫‪ -‬كافيـة للتعامـل مـع المخاطـر المسـتقبلية للأمـن‬
                                                                                                                        ‫الغـذائي الخليجـي؟‪ .‬واعتمـدت الورقـة على أسـلوب‬
                       ‫وذلـك على النحـو التـالي‪:‬‬             ‫الغـذائي الخليجـي مـن اعتبـارات عـدة‪ ،‬مـن بينهـا‪:‬‬          ‫‪ SWOT Analysis‬وذلـك مـن خلال تحليـل نقـاط‬
                                                           ‫‪ - 1‬اختلاف طبيعـة وحـدة المخاطـر المسـتقبلية‪ :‬مـن‬            ‫القـوة والضعـف في حالـة الأمـن الغـذائي الخليجـي‪،‬‬
‫من أجل زيادة استدامة واستقرار الإمدادات الغذائية‬           ‫الم ُرجـح أن يواجـه الأمـن الغـذائي الخليجـي مجموعـة‬
‫الخليجيـة‪ ،‬وإقامـة نظـم غذائيـة أكثر مرونـة وصحـ ًة‬        ‫مـن التهديـدات المسـتجدة‪ ،‬التـي تختلـف في طبيعتهـا‬                   ‫وكذلـك الفـرص والتهديـدات المتعلقـة بـه‪.‬‬
‫وشـمو ًل‪ ،‬تقترح الورقـة مجموعـ ًة مـن توصيـات‬              ‫َو ِح َّد ِت َهـا‪ ،‬إلى حـد كبير‪ ،‬عـن تلـك التقليديـة منهـا‪،‬‬  ‫وبعـد مناقشـة الورقـة لمختلـف جوانـب الأمـن الغـذائي‬
‫السياسـات العامـة‪ ،‬وعـد ًدا مـن الإجـراءات اللازمـة‬        ‫إضافـة إلى أن التحديـات المسـتقبلية للأمـن الغـذائي‬          ‫في دول مجلـس التعـاون الخليجـي‪ ،‬طرحـت بديلني‬
                                                           ‫سـتضاعف مـن خطـورة المشـكلات الطبيعيـة‬                       ‫للتعامـل مـع المهـددات المسـتقبلية للأمـن الغـذائي‬
                              ‫لتنفيذهـا‪ ،‬وهـي‪:‬‬             ‫والجغرافيـة الهيكليـة الموجـودة بالفعـل داخـل دول‬
                                                           ‫المجلـس‪ ،‬وهـو مـا يتطلـب تبنـي سياسـات « ُم َعـ ّززة»‬                     ‫الخليجـي‪ ،‬وذلـك على النحـو التـالي‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعزيـز القـدرات المؤسسـية لمنظومـة الأمـن الغـذائي‬     ‫و«مكملـة» لتلـك التـي َت َّت ِبعهـا دول المنطقـة في الوقـت‬   ‫البديـل الأول‪ :‬اعتمـاد المقاربـات الحاليـة كآليـات‬
                                                                                                                        ‫لمواجهـة التهديـدات المسـتجدة للأمـن الغـذائي‬
              ‫الخليجـي (متوسـط – طويـل الأجـل)‬                                                   ‫الراهـن‪.‬‬
                                                           ‫‪ - 2‬تراجـع الاعتمـاد على النفـط‪ :‬سـيتزامن تسـارع‬                                                 ‫ا لخليجـي‬
‫	 	 الإسـراع بإنشـاء مركـز خليجـي لدراسـات الأمـن•‬         ‫وتيرة التهديـدات المسـتقبلية للأمـن الغـذائي مـع بعـض‬        ‫وأشـارت الورقـة إلى أنـه يمكـن للـدول الخليجيـة‬
                                                           ‫التطـورات الاقتصاديـة العالميـة‪ ،‬في ظـل توقعـات‬              ‫الاسـتعانة بمقاربـات وإستراتيجيات الأمـن الغـذائي‬
                           ‫الغـذائي والمـائي‪.‬‬              ‫الوكالـة الدوليـة للطاقـة بتراجـع الاعتمـاد على النفـط‬       ‫الحاليـة‪ ،‬التـي على الرغـم مـن أهميتهـا‪ ،‬فإنهـا لا تركـز‬
                                                           ‫والغـاز الطبيعـي بشـكل كبير بحلـول عـام ‪ ،2050‬وهـو‬           ‫سـوى على بعديـن فقـط مـن أبعـاد الأمـن الغـذائي‪،‬‬
‫	 	 التوسـع في صياغـة الخطـط والإستراتيجيات•‬               ‫مـا يزيـد مـن الأعبـاء الماليـة الملقـاة على كاهـل حكومـات‬   ‫وهمـا إمكانيـة الوصـول إلى الغـذاء وتوافـره‪ ،‬لكنهـا لا‬
                                                           ‫دول المجلـس‪ ،‬الأمـر الـذي يسـتلزم مشـاركة المواطنني‬          ‫تأخـذ بعني الاعتبـار بشـكل كبير بقيـة الأبعـاد‪ ،‬خاصـة‬
                         ‫الزراعيـة والمائيـة‪.‬‬              ‫في الجهـود الحكوميـة المبذولـة‪ ،‬مـن خلال تقليـل‬              ‫ال ُبعـد الم ُتعلـق بالقـدرة على الصمـود في مواجهـة‬
                                                                                                                        ‫التغيرات المناخيـة‪ ،‬ناهيـك عـن ال ُبعـد الخـاص بقـدرة‬
     ‫	 	 تدشين قاعدة بيانات زراعية مشتركة‪•.‬‬                           ‫الهـدر الغـذائي وترشـيد اسـتهلاك المـاء‪.‬‬
‫	 	 تعزيـز مشـاركة الـدول الخليجيـة في المبـادرات•‬         ‫‪ - 3‬تبايـن الـرؤى الخليجيـة واختلافهـا‪ُ :‬طرحـت‬                  ‫بعـض الفئـات الهشـة على الوصـول إلى الغـذاء‪.‬‬
                                                           ‫العديـد مـن المبـادرات الخليجيـة لتعزيـز الأمـن‬              ‫إضافـة إلى أن المقاربـات المطبقـة حال ًّيـا لا تأخـذ بعني‬
          ‫الدوليـة المتعلقـة بالأمـن الغـذائي‪.‬‬             ‫الغـذائي المشترك خلال السـنوات الماضيـة‪ ،‬بمـا في‬             ‫الاعتبـار‪ ،‬بشـكل كبير‪ ،‬أهميـة تصميـم نظـم غذائيـة‬
                                                           ‫ذلـك إنشـاء مركـز خليجـي لدراسـات الأمـن الغـذائي‬            ‫صحيـة‪ ،‬خاصـة أن دول مجلـس التعـاون الخليجـي‬
‫‪ - 2‬زيـادة الإنتـاج الزراعـي المسـتدام (متوسـط – طويـل‬     ‫والمـائي خلال ق ّمـة الكويـت ‪ ،2009‬لكـن القليـل مـن‬          ‫من أكثر الدول العربية تأث ًرا بمشـكلة ارتفاع معدلات‬
                                                           ‫تلـك المبـادرات قـد دخـل حيـز التنفيـذ؛ بسـبب وجهـات‬
                                       ‫الأجل)‬

     ‫	 	 مزيد من توظيف نظم الزراعة الذكية‪•.‬‬
‫	 	 تعزيـز وصـول أصحـاب الحيـازات الصغيرة إلى•‬

                             ‫التكنو لو جيـا ‪.‬‬

‫	 	 توطني الصناعـات الغذائيـة مـن خلال تقديـم•‬

‫حوافـز للقطـاع الخـاص أو عرب تأسـيس شـركات‬

    ‫مسـاهمة بني القطاعني العـام والخـاص‪.‬‬

‫	 	 تنظيـم حملات لتشـجيع شـراء المنتجـات الزراعيـة•‬

                                   ‫المحليـة‪.‬‬

‫‪ - 3‬تحسين نظـم إدارة المـوارد المائيـة وزيـادة كفايتهـا‬

                       ‫(قصير – متوسـط الأجـل)‬

‫	 	 تعميـم مبـدأ الإدارة المتكاملـة للمـوارد المائيـة في•‬

   ‫إستراتيجيات التنميـة الزراعيـة المسـتدامة‪.‬‬

                                                                                                                                                                                     ‫‪82‬‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87